قرأت لكم
|
تونس/ الوسط / 21/4/2002 من عبد اللطيف الفراتي
قرأت لكم مقالين
مهمين انطلاقا من سينيمارات مؤسسة التميمي التي قدمت للبلاد، عملا توثيقيا مهما
جدا سيذكره التاريخ لحياة تونس السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية،
أحدهما كتبه الصديق إبراهيم الوسلاتي الذي ورغم المحاولات المتكررة لم ننجح في
الاتصال به ولا أخاله يمانع في نشر قطعته المهمة على هذه المدونة، والثاني هو
الصديق كمال بن يونس الذي تمكنت من التواصل معه، ووافق على أن تتولى المدونة نشر
ما جادت به قريحته، في انتظار صدور جزء آخر لاحقا، وفي ما يلي القطعتين اللتي
تؤرخان لفترة هامة من تاريخ هذه البلاد ، أي انقلاب 7 نوفمبر، وكشف حقائق عنه كانت
إما مجهولة لحد الآن أو إنها كانت معروفة ولكن غير مؤكدة.
وفي ما يلي النصان:
سيمينار
الذاكرة الوطنية في مؤسسة التميمي:
ذكريات الهادي البكوش عن التطورات التي شهدها
انقلاب 7 نوفمبر .
في
"سيمينار الذاكرة الوطنية" بمؤسسة التميمي، الهادي البكوش يقول: أنا
صاحب البيان وصانع التغيير وبن علي كان "يقرأ عندي في l’étudeلما كان
صغيرا.
استعرض اليوم الهادي البكوش أوّل وزير أوّل للرئيس السابق زين العابدين بن علي الأطوار التي حفّت بالإطاحة بالرئيس الحبيب بورقيبة والدور الذي لعبه شخصيا قبيل وبعد 7 نوفمبر 1987.
اسوق اليكم بعض النقاط دون زيادة ولا نقصان وبدون تعليق:
• قرار الإطاحة بالرئيس بورقيبة تمّ اتخاذه مساء يوم 27 أكتوبر 1987 في مكتب بن علي بوزارة الداخلية بمشاركة الهادي البكوش والحبيب عمار.
• تمّ الاتفاق على تنفيذ العملية يوم الأحد 8 نوفمبر ولكن تقرّر تقديم التاريخ بيوم واحد استباقا لعملية الانقلاب التي كان يعدّ لها الإسلاميون.
• تولى الهادي البكوش تحرير البيان بنفسه وقدّمه إلى بن علي الذي اكتفى بقراءته دون إدخال أي تحوير عليه قبل أن يعيد كتابته بخط يده.
• تولى الحبيب عمار محاصرة القصر الرئاسي واصطحبه رفيق الشلي والرائد المحمودي، في حين تولى بن علي قطع الخطوط الهاتفية بعد أن مكنه وزير المواصلات آنذاك إبراهيم خواجة من les codes
• ليلة 7 نوفمبر حضر وزير الدفاع صلاح الدين بالي ووزيرة الصحة سعاد اليعقوبي الوحشي و عبد الله القلال وعدد من سامي الضباط وبعض المقربين من الهادي البكوش
• اقترح البكوش تكوين مجلس عسكري بقيادة بن علي على أن يتولى هو تشكيل حكومة مهمتها الأساسية الإعداد لانتخابات سابقة لأوانها في ظرف لا يتجاوز 6 أشهر ولكن تم العدول عم ذلك والاعتماد على الفصل 57 ليتولي بن علي الرئاسة.
• الجناح العسكري للنهضة الذي خطّط للقيام بانقلاب واغتيال بورقيبة وعدد من الوزراء منهم محمد الصياح و يتركب من عناصر من الجيش والحرس والأمن والديوانة وكان سائق محمد علي القنزوعي متورطا معهم وكانت لديهم عديد الأسلحة: مسدسات ورشاشات ومتفجرات...وكانوا يعدون لمجزرة.
• تم إلقاء القبض على 70 عنصر من المجموعة يوم 17 نوفمبر1987 ليطلق سراحهم بعد أسابيع.
• الرئيس بورقيبة لم يعلم بالتغيير إلا من خلال الإذاعة الوطنية التي تولت بث بيان 7 نوفمبر على الساعة السادسة والنصف صباحا بعد أن سجله بن علي في الداخلية وحمله إلى مقر الإذاعة الهادي التريكي.
• نفى الهادي البكوش نفيا قطيعا مشاركة أيّة جهة أجنبية لا من قريب ولا من بعيد في العملية.
• بعد أسابيع بدأت الانحرافات وحاولت جاهدا ، يقول البكوش، التأثير على بن علي في احترام تعهداته دون جدوى.
• بدأ بن علي بإبعاد صديق عمره الحبيب عمار ثمّ بأبعاد عدد من الوزراء والمسؤولين المقربين مني.
• اختلفت مع بن علي في الاعتراف بحركة النهضة حيث كنت الوحيد الذي أدافع عن ذلك وحضرت اللقاء الذي جمعه براشد الغنوشي، ويومها وعده بالترخيص لحزبه ، بعد أن تعهّد هذا الأخير وصرّح بذلك باحترام الدستور ومجلة الأحوال الشخصية ولكن بن علي انساق الى توجهات لائكية.
• قرّر بن علي التخلّص مني وأعلمني هاتفيا يوم 27 سبتمبر 1989 على الساعة التاسعة صباحا "انتهى المكتوب بيننا". وقد علمت فيما بعد أنّه عيّن صديقي حامد القروي خلفا لي.
• يضيف البكوش: بن علي لم يكن سياسيا ولما اشتد ساعده رماني كما رمى الحبيب عمار.
• عرفت بن علي صغيرا حيث أنّني أكبره ب6 سنوات وكان يتلقى الدروس الخصوصية على يدي.
• ساعدته كثيرا ولكن تنكر لكل الوعود والعهود لذلك لم يحزن على هروبه أحد.
استعرض اليوم الهادي البكوش أوّل وزير أوّل للرئيس السابق زين العابدين بن علي الأطوار التي حفّت بالإطاحة بالرئيس الحبيب بورقيبة والدور الذي لعبه شخصيا قبيل وبعد 7 نوفمبر 1987.
اسوق اليكم بعض النقاط دون زيادة ولا نقصان وبدون تعليق:
• قرار الإطاحة بالرئيس بورقيبة تمّ اتخاذه مساء يوم 27 أكتوبر 1987 في مكتب بن علي بوزارة الداخلية بمشاركة الهادي البكوش والحبيب عمار.
• تمّ الاتفاق على تنفيذ العملية يوم الأحد 8 نوفمبر ولكن تقرّر تقديم التاريخ بيوم واحد استباقا لعملية الانقلاب التي كان يعدّ لها الإسلاميون.
• تولى الهادي البكوش تحرير البيان بنفسه وقدّمه إلى بن علي الذي اكتفى بقراءته دون إدخال أي تحوير عليه قبل أن يعيد كتابته بخط يده.
• تولى الحبيب عمار محاصرة القصر الرئاسي واصطحبه رفيق الشلي والرائد المحمودي، في حين تولى بن علي قطع الخطوط الهاتفية بعد أن مكنه وزير المواصلات آنذاك إبراهيم خواجة من les codes
• ليلة 7 نوفمبر حضر وزير الدفاع صلاح الدين بالي ووزيرة الصحة سعاد اليعقوبي الوحشي و عبد الله القلال وعدد من سامي الضباط وبعض المقربين من الهادي البكوش
• اقترح البكوش تكوين مجلس عسكري بقيادة بن علي على أن يتولى هو تشكيل حكومة مهمتها الأساسية الإعداد لانتخابات سابقة لأوانها في ظرف لا يتجاوز 6 أشهر ولكن تم العدول عم ذلك والاعتماد على الفصل 57 ليتولي بن علي الرئاسة.
• الجناح العسكري للنهضة الذي خطّط للقيام بانقلاب واغتيال بورقيبة وعدد من الوزراء منهم محمد الصياح و يتركب من عناصر من الجيش والحرس والأمن والديوانة وكان سائق محمد علي القنزوعي متورطا معهم وكانت لديهم عديد الأسلحة: مسدسات ورشاشات ومتفجرات...وكانوا يعدون لمجزرة.
• تم إلقاء القبض على 70 عنصر من المجموعة يوم 17 نوفمبر1987 ليطلق سراحهم بعد أسابيع.
• الرئيس بورقيبة لم يعلم بالتغيير إلا من خلال الإذاعة الوطنية التي تولت بث بيان 7 نوفمبر على الساعة السادسة والنصف صباحا بعد أن سجله بن علي في الداخلية وحمله إلى مقر الإذاعة الهادي التريكي.
• نفى الهادي البكوش نفيا قطيعا مشاركة أيّة جهة أجنبية لا من قريب ولا من بعيد في العملية.
• بعد أسابيع بدأت الانحرافات وحاولت جاهدا ، يقول البكوش، التأثير على بن علي في احترام تعهداته دون جدوى.
• بدأ بن علي بإبعاد صديق عمره الحبيب عمار ثمّ بأبعاد عدد من الوزراء والمسؤولين المقربين مني.
• اختلفت مع بن علي في الاعتراف بحركة النهضة حيث كنت الوحيد الذي أدافع عن ذلك وحضرت اللقاء الذي جمعه براشد الغنوشي، ويومها وعده بالترخيص لحزبه ، بعد أن تعهّد هذا الأخير وصرّح بذلك باحترام الدستور ومجلة الأحوال الشخصية ولكن بن علي انساق الى توجهات لائكية.
• قرّر بن علي التخلّص مني وأعلمني هاتفيا يوم 27 سبتمبر 1989 على الساعة التاسعة صباحا "انتهى المكتوب بيننا". وقد علمت فيما بعد أنّه عيّن صديقي حامد القروي خلفا لي.
• يضيف البكوش: بن علي لم يكن سياسيا ولما اشتد ساعده رماني كما رمى الحبيب عمار.
• عرفت بن علي صغيرا حيث أنّني أكبره ب6 سنوات وكان يتلقى الدروس الخصوصية على يدي.
• ساعدته كثيرا ولكن تنكر لكل الوعود والعهود لذلك لم يحزن على هروبه أحد.
aaaaa<
لأول مرة : الهادي بكوش ورشيد
صفر
يكشفان
تفاصيل” انقلاب7 نوفمبر” وما بعده
** “بن علي استبق ”
انقلابا إسلاميا ” ودورالحبيب عمار كان حاسما “
** سياسيون من مختلف التيارات يقيمون حكم بورقيبة وبن
علي
ماذا جرى بالضبط خلال الأسابيع والأيام
والساعات التي سبقت ” انقلاب 7 نوفمبر 1987″ ؟
وماهي الملابسات التي حفت ب” التغيير ” على أعلى هرم راس
الدولة بعد 32 من الحكم البورقيبي ؟
ماهو دور المؤسسات الامنية والعسكرية والحكومية ؟
كيف انخرط أطباء بورقيبة وقادة جيشه وغالبية وزارئه في ”
التغيير السلمي “؟
وما علاقة ” الانقلاب الابيض ” ليلة 7 نوفمبر ب”
المحاولة الانقلابية ” التي كان سينظمها قياديون من ” حركة الاتجاه الاسلامي ” (
“حركة النهضة لاحقا ” ) فجر يوم الاحد 8 نوفمبر؟
وما هي علاقات بورقيبة وبن علي بالحبيب عمار والبكوش
وكمال لطيف وحامد القروي وسعيدة ساسي وبالاسلاميين قبل ” الانقلاب الطبي ” وبعده ؟
وما هو الدور الذي لعبته الجزائر وأمريكا وايطاليا
وليبيا وفرنسا في ” انقلاب 7 نوفمبر “ ؟
هذه التساؤلات وغيرها كانت محور شهادة تاريخية مطولة
قدمها أمس الوزير الاول في حكومة بن علي الاولى السيد الهادي البكوش في مؤسسة
التميمي ..عقبتها شهادات وتدخلات مهمة من شخصيات وطنية من الحجم الكبير من أبرزها
السيد رشيد صفر رئيس آخر وزير أول في عهد بورقيبة قبل بن علي ووزير الاقتصاد قبل
ذلك ..
خلال أكثر من ساعتين قدم السيد الهادي بكوش قراءة مفصلة
لتطور الحزب الدستوري الذي قادة الحركة الوطنية ،وللنظام السياسي والتنموي
والمشروع المجتمعي الذي اعتمدته تونس طوال 32 عاما من حكم الزعيم الراحل الحبيب
بورقيبة، الى ان استفحلت شيخوخة الزعيم ..وأكدت التقارير الطبية
الدولية والوطنية أن حالته الصحية تدهورت كثيرا ..وأن مضاعفات الادوية التي
استعملها في مرضه عام 1970 ظلت تؤرقه ..فكان أحيانا في وضعية شبه طبيعية وأحيانا
أخرى يشكو اضطرابات صحية وعقلية خطيرة ..
تعيين بن علي وزيرا أول
وسجل البكوش أن بن علي كان يؤكد له وللمقربين منه أنه ”
غير مستعجل وليس مستعدا لاستلام السلطة بالبلاد بعد أن عين أمينا عاما للحزب
الدستوري ووزيرا أول مع الاحتفاظ بحقيبة الداخلية وبعلاقات مميزة مع المؤسسة
العسكرية وببورقيبة الذي ” كان يرى فيه الشخصية الوحيدة القادرة على قمع نشطاء ”
حركة الاتجاه الإسلامي” والقضاء عليهم بصفة نهائية ..وكان يقول لبقية السياسيين :”
انتم ما تنجموش الاخوانجية ..بن علي فقط ينجمهم “..
ويمضي البكوش قائلا :” سعيدة ساسي بوزقروـ ابنة شقيقته ـ
دعمت بن علي بقوة .. لأنها كانت تعتقد انه الوحيد الذي سيضمن لها
مصالحها بعد رحيل خالها..” كما نجح بن علي في كسب ثقة شخصيات ولوبيات مؤثرة
في بورقيبة مثل المناضل البشير زرق عيون.. ولوبيات من رجال الاعلام والاعمال
..مما ساعده على التخلص من الخوف والتردد لانه كان خائفا ..رغم الفراغ الذي
أحدثه ابعاد شخصيات مؤثرة وفاعلة من محيط بورقيبة مثل زوجته الماجدة وسيلة بن
عمار وابنه الحبيب بورقيبة الابن والوزير الاول السابق محمد مزالي..
تعيين محمد الصياح ؟
يمضي الهادي البكوش في شهادته أمس في مؤسسة
التميمي قائلا قائلا : ” يوم 27 اكتوبر 1987 وصل بن علي خبر أخافه من
صديقه السيد محمد شكري المسؤول السابق في وزارة الداخلية المقرب من سعيدة ساسي ..
فقد أعلمه ان محمد الصياح ( مدير الحزب سابقا
ووزير التربية وقتها ) و منصور السخيري ( مدير الديوان الرئاسي سابقا
ووزير التجهيز وقتها ) يتآمران عليه ..وأنهما أقنعا بورقيبة بأنه ” ليس جادا في
مقاومة الاسلاميين..لأنه لم يمض في حكم الاعدام ..” وأنهما أوردا له ان
مستوى بن علي العلمي ضعيف ..” ليس له باكالوريا ..وهو ضعيف ومحدود ولا يعول عليه
..”وان النية تتجه الى تعيين ” وزير سياسي قوي هو محمد الصياح ..الذي لديه نقاط
قوة كثيرة ..من بينها دعم قطاع عريض من المثقفين والسياسيين التونسيين والاجانب له
..فضلا عن قناعاته المعارضة بقوة ” للاخوانجية “..ولكل معارضي بورقيبة ..”
لقاء مع الحبيب عمار
يمضي البكوش قائلا :” دعاني بن علي ودعا الجنرال الحبيب
عمار آمر الحرس الوطني وصديقنا .. وناقش معنا الأمر نصحته بالتحكم في
أعصابه وبعدم لقاء بورقيبة في اليوم الموالي ..لتأجيل ” قرار العزل “..ونصحه
السيد الحبيب عمار بالهدوء أيضا ..و” بتجنب المواجهة حتى مرور
العاصفة ”..
وهو ما حصل فعلا ..
نجا بن علي من الإقالة.. لكن “الجو بقى مكفهرا..في بدا
يفكر في ابعاد بورقيبة ..”
وبالرغم من ” غضب الحبيب عمار ” بسبب عدم ترقيته الى كاتب
دولة للخارجية على غرار سلفه السيد عامر غديرة ..فقد قبل التعاون مع بن علي ومعي
في خطوة إزاحته لاسباب عديدة من بينها تراكم اخطائه ..ومخاطره على البلاد وعلى
وزرائه ..فقد “كان يوافق على تعيينات وزارية ثم يتراجع بعد ان يكون استقبل
الوزير الجديد ..ويتهم الوزير الاول رشيد صفر ثم بن علي ب” الكذب ” وباتخاذ قرارات
دون استشارته ..
” كما تعاقبت اخطاؤه وظواهره المرضية ..من ذلك انه طلب
مرة خلال رحلة مع الهادي المبروك والحبيب بن يحيى شراء مسدس وتسليمه له ليقتل نفسه
(؟؟)..ومطالبته باعادة احكام أمن الدولة ضد قيادات ” الاتجاه الاسلامي ” وإعدامهم
وبينهم راشد الغنوشي ..مع ما يمثله مثل ذلك القرار من مخاطر ..
ويتساءل البكوش : ” ألم تكن قرارات ابعاد محمد مزالي
وابنه الحبيب الابن ثم طلاق زوجته وسيلة من بين دلالات أمراض الشيخوخة ..؟”
ثم هل كان الوضع الاقتصادي الكارثي يسمح ب” تمديد مرحلة
حكم شيخ مريض لبلد يمر بأوضاع سياسية وأمنية واجتماعية خطيرة جدا ..بالرغم من
تقديرنا لدوره الوطني ولمساهمته الفاعلة في قيادة تونس الجديدة “؟
يقول البكوش :” لكل هذه الاسباب قبلت المشاركة في ازاحة
بورقيبة ..وكنا نجتمع يوميا في بيتي او بيت بن علي ..ومرة التقينا في
مقر الحرس الوطني عند سي الحبيب عمار “..
خطة ازاحة بورقيبة
يقول البكوش : “تبين أن مجموعة من العسكريين والامنيين
القريبة من السيد راشد الغنوشي ورفاقه كانت تعد ل”انقلاب اسلامي ” فجر الاحد 8
نوفمبر1987..وهو ما جعل بن علي يغير موعد التحرك إلى ليلة السبت السابع من نوفمبر
..أي قبل ذلك بيوم واحد..
وقد تقاسمت مع بن علي المهمات السياسية في وزارة
الداخلية والاتصالات بالأطباء والشخصيات السياسية والقانونية والحكومية
..بينما تكفل الحبيب عمار بإحضار مصفحات وكومندوس خاص من قوات
الحرس الوطني ..كما تكفل بن علي بعزل القصرالرئاسية وشبكة
الاتصالات التابعة له التي استلم خارطتها من وزير المواصلات السيد ابراهيم خواجة
دون إعلامه بسبب طلبها ..
وقد اجتمعت مع الاطباء لإقناعهم باصدار بيان يؤكد عجز
بورقيبة عن مواصلة مهامه لأسباب صحية وعقلية ,.فطلبوا الحصول على تفويض من النيابة
العمومية ..دعونا الهاشمي الزمال المدعي العام فأعطاهم الإنابة فأصدروا تقريرهم
الشهير ..
ثم دعا بن علي وزير الدفاع السيد صلاح الدين بالي وعرض
عليه المشروع فوافق ..وقام بن علي بالاتصال هاتفيا بقيادات الجيش جهويا ومركزيا وأعلمهم
بان ينتظروا قرارا مهما يهم مستقبل الدولة بعد ساعات ..
من يحكم تونس ؟
وعن طبيعة النظام السياسي وتوزيع المسؤوليات بعد الاطاحة
ببورقيبة ..يقول البكوش : ” ناقشنا هذا الامر قبل 7 نوفمبر بأيام ..وكان رأيي
تشكيل “مجلس جنرالات “يراسه بن علي يكلفني بتشكيل حكومة وحدة وطنية مدنية
تتبنى الديمقراطية والإصلاح السياسي والاقتصادي ..
لكن السيد الحبيب عمار رفض الاقتراح وسانده بن
علي..
فلم يبق لنا إلا سيناريو “العودة الى الدستور” الذي ينص
على كون
الوزير الاول يصبح رئيسا الجمهورية بالنيابة في صورة
وقوع شغور في منصب الرئيس “..وهو ما تم فعلا ”وضاعت علي الفرصة لأقود
التغيير والإصلاح ” وشاءت الأقدار ان أساهم في مسار لإنقاذ تونس ..لكن أن
تبدأ بعده بأسابيع مؤامرات لإضعافي وإبعادي ..فضلا عن ” كون السيد الحبيب عمار
اعلمني لاحقا، بكون بن علي قال
له قبل الاطاحة ببورقيبة أنه يفكر في تعيين سي حامد القروي وزيرا اول
وليس أنا ..فأسررتها في نفسي إلى ما بعد إقالتي في سبتمبر 1989 ..وتعيين سي حامد
وزيرا أول جديدا ..”
بيان 7 نوفمبر ؟
أما عن البرنامج السياسي لحكومة ” ما بعد الانقلاب
الابيض ” فيقول البكوش أن بن علي كلفه بكتابة البيان التاريخي الذي وعد بإصلاحات
سياسية ودستورية وإعلامية وقانونية عامة ..وهو ما قمت به ..وعرضت مشروع البيان على
3 من اعضادي هم السادة فرج الشايب ومحمد العربي عزوز وكمال العريف ..وقد قدموا لي
ملاحظات اطلعت عليها بن علي بعد ان أعاد كتابة البيان بخط يده ليقوم بتلاوته
وتسجيله للبث الاذاعي ..ثم أدخل اصلاحات بناء على مقترحات الشايب وعزوز والعريف
..وسجل الشريط الاذاعي وسلمه للإعلامي الهادي التريكي الذي تولى بثه في الاذاعة لأول
مرة مع السادسة والنصف من صباح السبت 7 نوفمبر..”
دور القذافي وايطاليا وامريكا
وتعقيبا على عدد من الاسئلة نفى الهادي بكوش بقوة ما
تردد عن دور المخابرات الامريكية والايطالية والليبية ..وأكد ان التغيير كان ”
تونسيا وطنيا بنسبة مائة بالمائة ..وان السيد أحمد المستيري زعيم المعارضة
القانونية والمعارض اليساري القومي البارز أحمد نجيب الشابي والمعارض محمد بالحاج
عمر وزعامات كثيرة من المعارضة الاسلامية واليسارية والنقابية ، رحبت بالتغيير منذ
الساعات الاولى من تونس وخارجها ..كما عجل للتنويه به سياسيون بارزون في المنفى
والداخل مثل الزعيم النقابي الحبيب عاشور والوزير الاول الاسبق محمد مزالي ووزير
الخارجية الاسبق محمد المصمودي و” طليقة بورقيبة ” السيدة وسيلة ..
شهادة رشيد صفر
وشمل النقاش العام تدخلا ت لعدد من السياسيين البارزين
سابقا بينهم السادة رشيد صفر ومحمد مواعدة ومحمد الحاج عمر ورجب الحاجي والوالي
عامر قريعة و المحامي بديع جراد ..وقدموا قراءات لأداء الدولة في عهدي بورقيبة وبن
علي خاصة فيما يتعلق بقمع المعارضين السياسيين وعلى رأسهم سجناء ” حركة
الاتجاه الاسلامي ” ثم ” حركة النهضة “..
وقد نددوا جميعا وساندهم في ذلك السيد الهادي البكوش ب”
التجاوزات والإنحرافات التي بدأت بقمع الاسلاميين بعد 7 نوفمبر بثلاثة اعوام ثم
شملت كل التيارات السياسية تقريبا “..
بل لقد أصر البكوش على الاعلان أن من أبرز اختلافاته مع
بن علي انه عبر له عن موقف يدعو الى الاعتراف بحركة النهضة احتراما لالتزام سبق ان
قدمه بن علي للسيد راشد الغنوشي عندما استقبله بحضوره في قصر قرطاج ” في الذكرى
الاولى للتغيير “..
وتميزت شهادة السيد رشيد صفر بدعمها لأهم ما ورد على
لسان السيد الهادي البكوش عن الأعوام والأشهر والأسابيع الاخيرة من حكم
بورقيبة ..و عن مرحلة الصراع على الحكم وعلى الخلافة بسبب استفحال
شيخوخة بورقيبة ومرضه ..وأورد صفر انه أقدم على الاستقالة مرارا لكن بن علي كان
يطلب منه في كل مرة ان يؤجل الأمر ” شهرا أو شهرين ” بما يؤكد أنه كان يعتزم إقالة
بورقيبة ..لكنه كان يعتبر أن الوقت لم يكن ملائما بعد حتى تسارعت الاحداث ..فكان ”
تغيير 7 نوفمبر”..
وقد شمل الحوار شهادات ومسائل هامة جدا اخرى ـ لاسيما في
شهادة السيد رشيد صفر ـ وملف الحدود التونسية الجزائرية والعلاقات التونسية
الليبية والأمريكية والفرنسية ..سنعود لها في عدد لاحق ..
كمال بن يونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق